تقضي المرأة في تونس 8 ساعات في اليوم في أعمال الرعاية غير مدفوعة الاجر (رعاية الاطفال وكبار السن والاعمال المنزلية وغيرها) مقابل 45 دقيقة للرجل في اليوم الواحد، حسب دراسة قدمت نتائجها منظمة “أوكسفام” مساء اليوم الخميس، بتونس.
ولفتت الاخصائية الاجتماعية ومعدة الدراسة الكيفية زهرة بوقرة على هامش لقاء اعلامي لعرض نتائج الدراسة واطلاق حملة مناهضة العنف ضد المرأة، الى أن المرأة في تونس تقضي يوميا 12 ساعة للعمل مقابل 6 ساعات للرجل.
وأشارت الى أن الدراسة التي جاءت تحت عنوان “تأثير أعمال الرعاية غير مدفوعة الاجر على النساء في تونس” شملت عينة متكونة من 203 اشخاص 65 بالمائة منهم من النساء.
وتوزعت العينة على 9 ولايات وهي تونس وباجة وسليانة واريانة ومنوبة والقيروان وصفاقس وقبلي وقابس.
واشتملت الدراسة، التي انطلقت في سنة 2019 على مقابلات بين مجموعات من النساء والرجال لتبحث تمثلات الادوار في الاعمال غير مدفوعة الاجر بين الجنسين.
وبيّنت ان المرأة تاخذ على عاتقها عبء في مؤسسة الزواج وكذلك في العائلة من خلال التكفل بالاعمال المنزلية ورعاية الاطفال وذوي الاعاقة دون ان تقوم بتقسيم الادوار بينها وبين الرجل.
واعتبرت أن الحيز الزمني الذي تخصصه لأعمال الرعاية غير مدفوعة الاجر يحرمها من توفير الوقت للبحث عن مورد رزق وتحقيق استقلاليتها الاقتصادية والمشاركة في الحياة الاجتماعية.
ودعت الى ضرورة الاعتراف بأعمال الرعاية غير مدفوعة الاجر وتقليص حيزها الزمني عبر تكفل الدولة بتطوير محاضن ورياض الاطفال بالمناطق الداخلية ومراكز رعاية ذوي الاعاقة بالجهات.
من جهتها، اعتبرت مديرة مكتب أوكسام بتونس، هانية أسود، في افتتاح اللقاء، أن تونس شهدت على مر السنوات الاخيرة زيادة ملحوظة في حجم العنف المسلط على المرأة رافقه نقصا في دعم الجمعيات التي تعمل على القضاء على التمييز والعنف ضد المرأة.
وأكدت على ضرورة تضافر كافة الجهود بمختلف القطاعات على مدى السنوات الـ10 القادمة لتغيير السياسات والنظم.
وللاشارة فان منظمة “أوكسفام” ستطلق غدا الجمعة تزامنا مع الحملة الدولية الـ16 يوما من النشاط لوضع حد للعنف المسلط على النساء والفتيات.
ولفتت، في ذات السياق، منسقة برامج حقوق اقتصادية واجتماعية في اوكسفام، ملاك دريدي، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، الى أن موضوع الحملة هذه السنة سيستند على مواصلة نتائج الدراسة حول تأثير اعمال الرعاية غير مدفوعة الاجر على النساء عبر أعمال فنية تناهض التمييز ضد المرأة.